السبت، 8 يونيو 2013

الى روحي في مملكة الاراضي المنخفضة

الى روحي في مملكة الاراضي المنخفضة،

لن أستطيع أن أعبر لكِ عن إشتياقي المذبوح لكِ هنا، فالجميع هنا مراقبون، الكل يرقب ويرتقب، ولكني سأقول لك عمومياتي، لم تعد نبتة شقائق النعمان تنبت في حديقة منزلي، وتوقيع إسمينا إنمسح من على الطاولة الخشبية، أسف ، لا أعرف كيف حدث هذا، وبالمناسبة ضاعت الساعة الرخيصة مني وأصبح الوقت يزحف ببطئ فوق حياتي.

 وأنت مشغولة في دراستكِ توفي جدي ولم يتبقى لي أحدٌ أشاركه حكاياتي،لكني دمغتهُ نجمةً بالسماء أُحدثها كما أوصاني،  بالحديث عن الاجداد التقفي هذه وإضحكي تقول جدتي أنني ملعون في دنياي ولاعناٌ معي أٌمي، وللعلم لا تزال أمي تعرضُ عليكِ غداء المقلوبة طبختك المفضلة، وصديقي ذو الاعين الخضراء والشعر الاشقر يسألني عنكِ في كل مرة نلتقي، لم التقيه إلا مرة واحدة منذ ذهبتِ، ليس هناك أحد غيري يسأل وجودكُ عنكِ.

وبالحديث عن العيون، الجميع هنا يقول أنني أحمل سلاحاً في عيوني، لا ألومهم على هذا فهم لم يلتقوا بك ولم يروا عيناكِ.

أختي أنجبت روحاً في ذات الليلة التي وشمتكُ بها على ظهري، أسميناها أمون، ولكني سأسميها خُزام،  لم أرها إلا مرة واحدة منذ ولدتْ، تعرفين أين تعيش أختي وزوجها فلا تلوميني! ،ولم أعد أستطيع التأمل على قمة الجبل الذي كنت أُحدثكِ عنه حتى كرهتيه، فلقد إبتلعه جدار الاوغاد، كل شيء تغير هنا عزيزتي كل شيء!.

بعتُ كاميرتي بسعر منخفض لأسددَ للمحكمة الاسرائيلية كفالتي السنة الماضية  ولم اشتري واحدة حتى اليوم، لكن لا تخافي لا أزال أحتفظ بصورّك لدي في أكثر من حافظة.

 باصات القدس - رام الله لم تعد تعمل الا حتى الساعة الثامنة مساءاً، وباصات قطنة - رام الله تعمل حتى ما بعد منتصف الليل هل تصدقين هذا!.  كل شيء هنا تغير عزيزتي، حتى أصدقائي تغيروا.

ولا زال المؤذن يغني خمس مرات يومياً كما كنت تقولين،لكنهم وحدوا الغناء في جميع المساجد وعززوا الروتين، وأعدك انني سأذهب غداً أقبل أرضية المكان الذي تحدثنا به أخر مرة. وكما تكرهين أن أكون لا زلتُ أبحثُ عن وظيفة يومية في هذه البلاد، لكنك تعرفين ان الفكرة لا تطابق أحلامي.

بلغي أمُك سلامي، وتعالي عالجيني،.!
بحجم الحب على الكوكب كونيني.

انتظر.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق