الأربعاء، 26 يونيو 2013

دقيقة إتصال روحي

لا أدري من أين حريٌ بي أن أبدأ بمغازلة صوتكِِِِِِِِِِِِِِ، أخر مرة سمعتُكِ فيها كانت منـذ ٢٥٦ يوماً، ذاك اليوم الاسود المشؤوم، أعرف أنك تخططين لزيارة مسقط رأسك قريباً، صدقيني هذه الفكرة تمزقُني في الثانية الف مرة ومرة، هل هو توتر؟! خوف؟! حب! فوضى؟! ألم لقاء؟! نزاع نفسي!؟  لا أجزم، ومتى إستعطتُ الجزم!؟

اليوم مزجتِ صوتكَ بكلِ جوارحي، كلها! كذبت كل شيء وأنا أقرأ إسمكِ على شاشة هاتفي الرخيص،! دقيقةٌ منْ صوتُكِ أغرقتني، صهرتني بنفسي! رمتني ببحر ذكريات أليم، رأفة بي سيدتي،!  أصبحت كل الاشياء بيضاء من حولي، بهارجُ رام الله دارت حولي حد الابيض، حتى أكبر كُتاب وشُعراء الارض لن يتمكنوا من وصف حالي هنا! ولا حتى درويش،! درويش نعم درويش، إله آل فلسطين بعد أبو عمار . تعرفين هذا صحيح ؟ قلت لي يوماً أنكِ تُحبين شخصية ياسر عرفات، قرأتُ تاريخه من أجلك فقط! .

هاتفي النقال الذي عهدتيه معي إنكسر، أحتفظ بهِ مكسوراً بائساً في خَزانتي، أغارهُ لأنكِ لمستيه يوماً، حادثتهُ عّلهُ يقول لي حقيقة شعورهُ بكِ وأصابعكُ تجتاحُه، لم يجبني للآن، لا أعرف لماذا.! واثق بأنه سيخبرني بكل شيء عندما يتوصل للطريقة.!

أول جملة قلتيها لتكلميني عبر خط الهاتف كانت " لا أستطيع أنْ أُخابرك على الانترنت الآن لأنني أقود السيارة " بعدما كنت سألتك سؤالاً لا أستطيع أن أبوح به هنا، كُل شيء مراقب هُنا، الجميع يرقُب ويرتقب كما أسلفتُ لك سابقاً،
فجأةً وجدت روحي تلاحق جسدي لتستقر داخل جسدي على الكُرسي بجانبكِ وأنتِ تقودينَ السْيارة، كم كان جميلاً أن أراك مجدداً!، لربما كانت دقيقة اتصال واحدة،! ولربما أجمل الرؤى.

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

عزيزتي في شقوق الارض، مملكةَ كونْي.


أكتبُ لكِ من بيت أجدادي الذين سبقوا حضوري للكونِ بسنين ورحلوا!، ليس في ذاكرتي منهم إلا صورةً وصندوقٌ خشبي وخنجرُ شقْ صديقي به جرحاً على جسده، وبيتٌ قديم، متيقنٌ أنكِ ستُحبينَ هذا البيت حيث خُلقت عائلة والدي، ومن علي بُعد ١٥ كيلو متراً من القدس، دعيني أسترحل اليكِ مشاعري المشلولة وفوضاي الشاسعة و شوقي المؤلم ، وروحي الباردة، هل أضحت روحكِ باردة أيضاً ؟!

في المرسال السابق لم أُطلعكِ على أخبار موسى، أخي الصغير، موسى الغجري الثاني، اليوم هو في الرابعة والنصف من العمر، وبحُبني كما أحُبكِ ولربما أقل بقليل، وصدره يشبه صدري حد الكمال، وشعرهُ يطابقُ لون خاتمكِ الاسود المبيض، حتى أصابعهُ تشبهني!.

ترك لنا جدي المفقود من الذاكرة أرضٌ شاسعة إقتلع نصفها جدارهُم،والنصف الآخر لا يُسمح لي بالتواجد فيه، أو حتى البناء. بالمناسبة هذا المكان قريبٌ من قمة ذاك الجبل الذي يبتلع روحي في كل مرة أراه، آه كم أشتاقهُ، وأشتاقكٌ وأجِنُكِ. 

في تلك الورقة، أشتمُ رائحتكَ في كل زمن تُتيحهُ لي روحي، أحياناً أسأل نفسي عن السبب، ولا زلت لا أدري، كل ما أعرفه أني لا أريد رائحةً غيركِ. 

بلغيني كيف هي القطة خاصتك ؟! في كل مرة كنت تحدثينني عنها كنت أغوصُ فيكِ في أعماقِ حُبكِ لَها، آه كم أُحب تفاصيلُكِ تلك. 

نقطة، لدي الكثير الكثير لاقولهُ لكِ، ولكن قلتُ لك مسبقاً ان الجميع هنا يرقب ويرتقب. فإعذريني، سأُجزءُ لك قولي عني، كما جزئتِ لي مشاعري. 

أُحبكِ حد الوجع.

السبت، 8 يونيو 2013

الى روحي في مملكة الاراضي المنخفضة

الى روحي في مملكة الاراضي المنخفضة،

لن أستطيع أن أعبر لكِ عن إشتياقي المذبوح لكِ هنا، فالجميع هنا مراقبون، الكل يرقب ويرتقب، ولكني سأقول لك عمومياتي، لم تعد نبتة شقائق النعمان تنبت في حديقة منزلي، وتوقيع إسمينا إنمسح من على الطاولة الخشبية، أسف ، لا أعرف كيف حدث هذا، وبالمناسبة ضاعت الساعة الرخيصة مني وأصبح الوقت يزحف ببطئ فوق حياتي.

 وأنت مشغولة في دراستكِ توفي جدي ولم يتبقى لي أحدٌ أشاركه حكاياتي،لكني دمغتهُ نجمةً بالسماء أُحدثها كما أوصاني،  بالحديث عن الاجداد التقفي هذه وإضحكي تقول جدتي أنني ملعون في دنياي ولاعناٌ معي أٌمي، وللعلم لا تزال أمي تعرضُ عليكِ غداء المقلوبة طبختك المفضلة، وصديقي ذو الاعين الخضراء والشعر الاشقر يسألني عنكِ في كل مرة نلتقي، لم التقيه إلا مرة واحدة منذ ذهبتِ، ليس هناك أحد غيري يسأل وجودكُ عنكِ.

وبالحديث عن العيون، الجميع هنا يقول أنني أحمل سلاحاً في عيوني، لا ألومهم على هذا فهم لم يلتقوا بك ولم يروا عيناكِ.

أختي أنجبت روحاً في ذات الليلة التي وشمتكُ بها على ظهري، أسميناها أمون، ولكني سأسميها خُزام،  لم أرها إلا مرة واحدة منذ ولدتْ، تعرفين أين تعيش أختي وزوجها فلا تلوميني! ،ولم أعد أستطيع التأمل على قمة الجبل الذي كنت أُحدثكِ عنه حتى كرهتيه، فلقد إبتلعه جدار الاوغاد، كل شيء تغير هنا عزيزتي كل شيء!.

بعتُ كاميرتي بسعر منخفض لأسددَ للمحكمة الاسرائيلية كفالتي السنة الماضية  ولم اشتري واحدة حتى اليوم، لكن لا تخافي لا أزال أحتفظ بصورّك لدي في أكثر من حافظة.

 باصات القدس - رام الله لم تعد تعمل الا حتى الساعة الثامنة مساءاً، وباصات قطنة - رام الله تعمل حتى ما بعد منتصف الليل هل تصدقين هذا!.  كل شيء هنا تغير عزيزتي، حتى أصدقائي تغيروا.

ولا زال المؤذن يغني خمس مرات يومياً كما كنت تقولين،لكنهم وحدوا الغناء في جميع المساجد وعززوا الروتين، وأعدك انني سأذهب غداً أقبل أرضية المكان الذي تحدثنا به أخر مرة. وكما تكرهين أن أكون لا زلتُ أبحثُ عن وظيفة يومية في هذه البلاد، لكنك تعرفين ان الفكرة لا تطابق أحلامي.

بلغي أمُك سلامي، وتعالي عالجيني،.!
بحجم الحب على الكوكب كونيني.

انتظر.!